توجيه النبي صلى الله عليه وسلم

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا غلام الا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ؟ فقلت : بلى . فقال احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف على اليه في الرخاء يعرفك في الشدة وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ، قد جف القلم بما هو كائن فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليه لم يقدروا عليه واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع اليسر يسرا " .
قوله صلى الله عليه وسلم يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن فيه بيان المسؤولية التي أنيطت بالآباءوالمربين في العناية بفئة الشباب وبخاصة الذين لم يبلغوا الحلم ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم على ما كلف به من واجب تبليغ وأداء الأمانة ورعاية شؤون الرعية لم يمنعهمن الالتفات إلى أد الفتيان الصغار وتخصيص وقت لتعلميه وتوجيهه فأين أولئك الآباء الذين يهملون تربية أبنائهم وتعليمهم أمر دينهم وما ينفعهم في حياتهم بدعوى انشغالهم وضيق وقتهم . وصدق ابن القيم حين قال : فمن أهمل تعليم ولده وما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا أباءهم كبارا كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال : يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا " انتهى كلامه رحمه الله . في تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم الشاب بتوجيهات عقدية ومسائل من أصول الدين دليل على أن البداءة بالتربية الإيمانية لهذه الفئةلازم شرعا وتربية حيث تتميز مرحلة الشباب والمراهقة بروح الاندفاع والفتوة والاستجابة لداعي الهوى والانطلاق من كل رقيب وقيد فمن لم ينشأ على الإيمان والطاعة ووازع التقوى جرفته الشهوات واستجاب للنزوات وفي الحديث إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة ومعنى لا صبوة له كما قال المناوي أي لا ميل له إلى الهوى لحسن اعتياده للخير وقوة عزيمته في البعد عن الشر في حال الشباب الذي هو مظنة لضد ذلك . فالحيوية الممتلئة والطاقة الكامنة لا يمكن التحكم فيها إلا بتسخيرها في ما يرضي الله تعالى وإنما يكون ذلك بترسيخ حب الله تعالى والخوف منه في قلبه أثناء تنشئته ورعايته حتى ينموا نموا معتدلا يكلؤه الله بحفظه واحسانه قال صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : " وشاب نشأ في طاعة الله " ولهذا ذهب العلماء إلى وجوب الاهتمام المبكر بتربية الطفل على العقيدة الصحيحة التي تغرس في الطفل القيم الايمانية وتدفعه نحو الخير وتبعده عن كل ما لا يرضي الله تعالى
قال البلوي رحمه الله في وصية لابنه عبد الرحيم :
إذا عقلت فقل قد ..........رضيت بالله ربا
ودين الاسلام دينا ........والنبي المنبا
محمد قل رسولا ..........وقل من الله قربا
وقال ابن القيم :" فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه وتوحيده وانه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا "
وقد استند العلماء في تقريرهم لهذا الأصل إلى نصوص شرعية كثيرة ومنها ديث الباب مما لا يدع مجالا للشك أن البداءة بالعقيدة تقتضيها التنشئة السليمة وتوجبها ومن النصوص الأخرى الدالة على ذلك قوله تعالى : ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون . أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله أبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون "

:http://img525

شكرا لا ضافتك الجيده والجديدة وموضوع توجيهات الرسول جميل ياريت كل مسلم ومسلمة يعمل به.

» من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
» جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم وسألهم
» رمضان باقي عليه 4 ايام باذن الله...
» ما اكرم الله به محمد عليه الصلاة والسلام فى الدنيا
» Rk2rk1 سنن الرسول صلى الله عليه وسلم فى الوضوء والاغتسال